المثلية العربية:الجنس بين نفس الجنس

)
ليست المثلية الجنسية أمرًا غريبًا على العرب، إذ يزخر التاريخ، خصوصًا في العهدين الأندلسي والعباسي، بحضور الغلمان، وتداول الكثير من الأشعار التي تتغزل فيهم، بالإضافة إلى الأحداث التي يذكرها المؤرخون عن عشق بعض أمراء المؤمنين للمُرْد (جمع أمرَد؛ الرجل الذي لا شعر في وجهه).

ويقول الباحث حسن عباس عن المثلية الجنسية في التراث العربي: «عُرِفَ كثير من الخلفاء، أمراء المؤمنين، بممارسة اللواط؛ وأشهرهم في العصر الأموي الخليفة الوليد بن يزيد بن عبد الملك، وفي العصر العباسي صارت ظاهرة شبه عامة، فيروي الطبري في تاريخه أن الخليفة الأمين طلب الخصيان وابتاعهم، وغالى فيهم، وصيَّرهم لخلوته في ليله ونهاره، ورفض النساء الحرائر والإماء، حتى إن والدته حاولت ثنيه عن عادته؛ فأتت له بفتيات يشبهن الغلمان، لكنها لم تنجح في مسعاها».

وامتدح أبو نواس اللواط في شعره قائلًا:

صلى الله على لوط وشيعته ... أبا عبيدة قل بالله آمينا

لأنت عندي بلا شك زعيمهم ... منذ احتلمت ومذ جاوزت ستينا

ومن طرائف التراث العربي بخصوص تغزُّل الرجال في الرجال، أن قاضيًا كان يعظ، فأقبلت عليه جماعة من المُرْد، فقال للمتحلقين حوله: «إن العدو قد كثر»، ثم طلب منهم التأمين على دعائه: «اللهم امنحنا أكتافهم، اللهم اقلبهم على وجوههم، وولِّنا أدبارهم، وأرنا عوراتهم، وسلط رماحنا عليهم»، فردد الناس دعاءه دون أن يعرفوا قصده.

في الوقت عينه، ذمَّ بعض العرب هذه الممارسة، كالشاعر ابن الوردي الذي قال:

مَن قال بالمرد فاحذر أن تصاحبه ... فإنْ فعلت فثق بالعار والنارِ

بضاعة ما اشتراها غير بائعها ... بئس البضاعة والمبتاع والشاري

يا قوم صار اللواط اليوم مشتهرًا ... وشائعًا ذائعًا من غير إنكارِ

ويظهر في البيتين الأخيرين أن اللواط كان متفشيًا في العصر المملوكي.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بعض من الخيانة يصنع السعادة

لا تكمموا شهوتي

حفيدتي بين أحضاني