الحرية الجنسية عند العرب

أن من درس  حياة العرب سواء من المُستعمِرين أو المستشرقين، قد صوَّروا حرية العرب الجنسية كأنما هي الحرية الجنسية الوحيدة فوق الأرض، وكأنما الدين الإسلامي هو الدين الوحيد الذي أباح هذه الحرية، وكأنما الرجال العرب هم أول رجال في العالم يُمارسون تعدد الزوجات أو يمارسون الجنس خارج الزواج، مع أن الرجال في كل زمان ومكان منذ نشوء الأسرة الأبوية قد مارسوا الجنس خارج الزواج سرًّا أو علنًا أو الاثنين معًا. وبالرغم من أن المسيحية كانت أكثر الأديان تقييدًا للحرية الجنسية، إلى حد أن العذرية لم تُفرَض على المسيح وأمه مريم العذراء فحسب، ولكنَّها فُرِضَت أيضًا على بعض رجال الكنيسة في فترة من الفترات. وبالرغم من ذلك فإن التاريخ يشهد بأن رجال الكنيسة في هذه الفترة التي حُرِّمَ فيها الزواج عليهم كانوا يمارسون في السر علاقات جنسية متعددة، وأن البغاء في تلك الفترات المُتزمِّتة انتشر انتشارًا كبيرًا، وقد حاول «لوثر» إصلاح حال الكنيسة بعد أن لاحظ أن دخل كنيسة روما يأتي أساسًا من الضرائب على بيوت الدعارة، وقد آلمه أن يرى أن الكنيسة تمدُّ يدها للشيطان وتحصل منه على طعامها، بل وتُنشئ بهذه الإيرادات الملوَّثة الشيطانية قصورها المهيبة المقدَّسة. ولعل أكثر ما آلمه أن الدخل الرئيسي لحصيلة صندوق النذور في الكنائس كان يدخل عن طريق زبائن بيوت الدعارة، الذين كانوا يمرُّون بالكنيسة ويدفعون شيئًا في صندوق النذور قبل ذهابهم إلى المومسات ابتغاء غفران الله مقدَّمًا على الإثم الذي هم في طريقهم إليه.

ومن المعروف في التاريخ أن البغاء لم يُعرَف ولم يُبدَأ إلا ببدء النظام الأبوي؛ فقد اقترن هذا النظام الأبوي منذ نشأته بالبغاء؛ لأنَّ البغاء ليس إلا الحل الوحيد لنظامٍ يَفرض زوجًا واحدًا على المرأة، في حين أنه يمنح الرجل حرية جنسية مع نساء أخريات خلاف زوجته. إن الحل الوحيد لمثل هذا النظام هو خلق فئة من النساء يمارس معهن الرجال حريتهم الجنسية خارج الزواج، وإلا فمع مَن يُمارس الرجال حريتهم؟

وعلى هذا أنشأ النظام الأبوي مؤسسة البغاء كضرورة لاستمراره، وأنشأ أيضًا مع مؤسسة البغاء مؤسسة الأطفال غير الشرعيين، التي كانت تضمُّ الأطفال الناتجين عن علاقات الرجال الجنسية مع المومسات.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لا تكمموا شهوتي

بعض من الخيانة يصنع السعادة

رفاق الشهرة والجنس