ماهو إلا قلة أدب

اشرقت شمس المدينة و تقاعست عن النهوض..كان بي الم صباحي لم يفارقني منذ قبلت امي واتجهت غربا...لبست ماتبقى لي من نشاط و بعض ادباشي غير عابىء بالهندام..اشعلت سيجارتي،ثم تذكرت بااني لم افكر بعد...هههه..لم افطر بعد...غلبتني الضحكات فانا لم افطر منذ ربع قرن..عندما كانت امي تخبز الخبز ليكون جاهزا صباحا..ثم تحدق بي كانها تراني لاول مرة...كانت امي هكذا...انتظرتني من اجل فطور جديد....وأنا انتظر اوراق الاقامة..وابحث عن ثمن اكياس الأسمنت لارمم بيتنا القديم في القرية...اشتقت اليك امي واشتقت الى القرية...عمتي و قفة التين في فجر يوم جهنمي...لي الله...كان المطر غزيرا في الخارج لكني لم اشعر ببرد الشارع فقد بعت ظميري من اجل مدينة مااحبتنى يوما...اشعلت السيجارة الرابعة ،ولم يكن يفصل عملي عن بيتي الا بعض وقت...صعدت الدرج الاول لمدخل العمارة وأنا بين نوم و يقظة...دخلت باب المكتب..واذ بعطر امي يفوح من المكان ،،مزيج من الكونليا وعود القرنفل...كانت شرقية في ادق التفاصيل....مااغلى الثمن الذي ندفعه من اجل وثيقة الاقامة.....اه...أخ....انتصبت جالسا لا اعرف كيف...نظرت في اوراقي وملفاتي وبي شوق الى تين عمتي وخمير امي...اقبل الي مدير القسم ،نظر الى وجهي..وتغاضى عن مداعبة غضبي الصباحي...التفت الى الشقراء الرومانية وطلب منها اللحاق به...وانا لا اكاد ارى امامي الا بغلة جارنا الحمراء وقد توقفت عن السير..وهو يزمجر...ار...ار...ار...لم اتمالك نفسي عن الضحك....رغم اني كاالمجنون اضحك وحدي...الثمن غالي جدا..والفقر لا يقاوم بااوراق الاقامة...امي وعطرها السحري لن يعودا ...والزمن لا يرى فينا غير سواحل يرمي بها ذاكرته... اهاه..كم كان يمر مملا الوقت وجارنا يصيح على بغلته كاامجنون..وكم كنا نضحك..طوال ذاك الوقت الممل...مكتبي ممل..وغرفتي مملة ورفيقتي مملة و حتى الطقس في هذه المدينة ممل.....لكننا لم نعد نعرف الضحك..أو لم نعد نحب الضحك...او ربما فقط لان الضحك في هذه المدينة ماهو الا قلة ادب....

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لا تكمموا شهوتي

بعض من الخيانة يصنع السعادة

رفاق الشهرة والجنس